علمتنى الحياة : ألا أفقد الثقة بنفسى
بين الغرور والإعجاب بالنفس وبين استصغارها وعدم الإعتداد بها، توجد الثقة بالنفس، و الشعور بذاتيتها واستعدادها للكمال الإنساني، وعلى حسب هذه الثقة بالنفس قوة و ضعفاً، يكون عزم الإنسان في العمل أو كسله عنه، فإذا كان ذا ثقة تامة بنفسه شاعراً بكرامتها، فإنه لا يزال يزداد بها طموحاً إلى المعالي وعزوفاً عن الرذائل و النقائص، وإذا ضعفت ثقته بنفسه و لم يقدر قيمتها حق قدرها، هان عليه أمرها ورضي لها بكل صغار و إحتقار.
إن الثقة بالنفس كما تكون في الفرد تكون في الأمة، فإن الأمة إذا كانت واثقة بنفسها، شاعرة بوضعيتها ومنزلتها في الوجود، تكون دائماً خواضة في العظائم وجلائل الأعمال، طماحة إلى المعالي تواقة إلى إحراز مكانتها في قمم المجد والسؤدد، غير هيابة ولا راهبة ولا قانعة، ولا تقدر بحال أن تقيم على هضيمة أو تنام عن ضيم، ولأن تبذل ما لديها من نفس ونفيس، وتضحي كل مرتخص وغال، خير لها من أن تصبر على القذى، وكل فرد من أبنائها يرى نفسه أنه الأمة وحده لما تنطوي عليه ضلوعه من الشعور بذاته والثقة بنفسه.