يا من رأى البركةَ الحسناءَ رُؤيتَهُا
والآنساتِ إذا لاحتْ مَغانِـيهـــا
يَحسَبُهَا أنهـا مِن فَضْلِ رُتْبَتِها
تُعــدُّ واحدةً و البـــَحرُ ثانـيهــا
ما بالُ دجلَة كالغَيْرَى تُنافسهــا
في الحُسنِ طَوْرَاً و أطواراً تُباهيها
كأنَّ جِنَّ سُليـمـــانَ الذين وُلـوُا
إبداعهـــــا فأدَّقــوا في معــــانيهـــــا
تَنصبّ فيها وفودُ الماءِ مُعْجِلَةً
كالخيل خارجة من حبل مجُريهــا
كأَنَّما الفضةُ الــبـيضاءُ سائلــةً
من السبائكِ تجَرْي في مــجاريهــــا
فرَونَقُ الشمسِ أحياناً يُضاحِكُها
وَرَيِّقُ الغَــيــْثِ أحياناً يُبَاكِيـــهـــا
إذا الــنّجومُ تراءَتْ في جوانبهـــا
ليلاً حَسِبْتَ سماءً رُكِّبَت فيهــا
لا يبلغُ السَّمَكُ المحصورُ غايتَــهـا
لِبُعد مــا بَـين قاصـيهـــا و دانـيـــهـــا
صورٌ إلى صورة الدُّلفين يؤنسهـا
مـنــه انــزواءٌ بــــعـــينه يـوازيـــهـــا
مَحفـوفةٌ برياضٍ لا تـزالُ تَرَى
ريشَ الطّواويسِ تَحكيه و يحكـــيهـا.