مرض الوهم الإلكتروني ، مرض جديد أخذ يقلق الكثير من الأوساط الطبية ، نظرا لتعقيد وصعوبة الكشف عنه ، ويصاب به في العادة المرضى الذين يلجأون إلى تصفح الإنترنت لتشخيص أمراضهم ، فيجدون أن الأعراض المرضية التي تظهر عليهم تتشابه مع أعراض مرضية أخرى لأمراض أخرى ، فيحدث لديهم التباس في الموضوع ، حيث يعتقدون أنهم مصابين بتلك الأمراض والتي قد تكون أمراضا خطيرة ، فتظهر لديهم أعراض مرضية تتشابه مع ما يعانيه طلبة الطب في سنتهم الأولى حيث يتعرفون على مجموعة كبيرة من الأمراض التي تصيب البشر.
ومن أبرز أعراض مرض الوهم الإلكتروني ، يتمثل في مجموعة متداخلة من الأعراض المرضية والشعور بالإحباط والتشاؤم مما يجعل الطبيب عاجزا عن تشخيص المرض الحقيقي ، حيث يتقمص المريض أعراضا مرضية أخرى قرأ عنها عبر صفحات الإنترنت ، ومما يزيد الطيب بله ، أن المريض يختار الحالات المرضية الأخطر والأصعب وبالتالي يقنع نفسه أنه مصاب بتلك الأمراض القاتلة .
وينصح الأطباء بضرورة أن يتحلى المريض بدرجة كبيرة من الوعي ، فالأعراض المرضية كثيرا ما تتشابه وليس في قدرة المريض أن يشخص مرضه بدقة دون أن يستشير الطبيب المختص القادر على معرفة المرض الحقيقي مستعينا بالتحاليل المخبرية والصور الشعاعية والفحص السريري وغيرها من الوسائل الطبية الموثوق بها .
ويؤكد العديد من الأطباء انه عندما يشعر المريض أن المواضيع الطبية التي يطالعها عبر الإنترنت قد أحدثت لديه مشاعر قلق ، فإن على المريض أن يتوقف فورا عن البحث وأن يستشير طبيبه المختص شارحا له الأعراض المرضية التي كان يشعر بها قبل أن يطالع الأعراض المرضية الأخرى ، كما أن على المرضى الذي يرغب في معرفة المزيد عن أمراضهم ، أن يحددون مسبقا وبشكل دقيق نوع الأسئلة التي يرغبون في معرفة أجوبتها وعدم إطلاق العنان لأنفسهم للإبحار في الإنترنت وانتقاء بعض الأمراض التي يمكن أن تتشابه أعراضها مع الأعراض المرضية التي يشعرون بها .