بيت لاتدخله الملائكة

وعد جبريل عليه السلام النبي صلي الله عليه وسلم أن يأتيه

في ساعة معينة فجاءت تلك الساعة ولم يأته وكان في يد النبي

عصا فألقاها من يده وقال ما يخلف الله وعده ولا رسله

ثم التفت النبي (ص) فرأي كلبا صغيرا تحت سريره فقال لزوجته

يا عائشه متي دخل هذا لاالكلب هنا

فقالت والله ما دريت .

فأمرها النبي (ص)ان تخرجة فلما اخرج الكلب جاء جبريل عليه

السلام . فقال رسول الله (ص) واعدتي فجلست فلم تأتي

فقال جبريل : منعني الكلب الذي كان في بيتك إنا لاندخل

بيتا فيه كلب ولا صورة .




ملحوظة /

لا تجوز تربية الكلاب الا لضرورة شديدة كالحراسة

ولا يقتصر الحب على البشر فقط . بل من علاقات الحب غير العادية تلك التي تجمع كلاب بأصحابها. ولي شخصيا رواية مدهشة بين أسرتي وكلبنا جولدي الذي مات .
كنت قد اشتريت هذا الكلب الذكر وعمره شهرين من إنجلترا وهو من نوع " لابرادور " أكثر الكلاب ذكاء وأجملهم شكلا . وذلك تلبية لرغبة ابنتي ياسمينة .
تربى جولدي معنا ، ورفضت تعليمه العنف . عاش بيننا ، واعترف أنني تعلمت منه كثيرا وأنا أعلمه. ارتبط بنا ارتباطا مدهشا : زوجتي وابنتي وأنا . كان بحاسة الشم يشعر بقدوم أي واحد منا من بعد عشرات الامتار ، فيجري اليه مهللا . كان جميلا أبيض الشعر بمسحة بنية خفيفة على ظهره . معبرا بنظرات عينيه الواضحة ، بل كنت اشعر في أحيان كثيرة انه يكاد ينطق .
ذهبت للإقامة في روما وأخذته معي . حدث أن مرضت زوجتي الحبيبة فأتت لتعالج هناك . لم يمهلها المرض الخبيث فعلا سوى أربعة اشهر وغادرتنا بجسدها في 14 مارس 2004 . عدت بعدها إلى القاهرة لأقيم مع ابنتي ومعي جولدي .
شعر جولدي بخلو البيت من روحه : سامية . شعر بحزن كل من في البيت . فانضم إلى حزننا وأصابه الاكتئاب كما أصابنا . انعكس ذلك عليه بتكاسل في الحركة وفقدان للشهية ولم يعد مرحا مهللا كما كان . عرضناه على الطبيب البيطري فلم يفلح في علاجه . وظن أنه بسبب تقدم السن . فقلت له أن ذلك غير صحيح ، لأن متوسط عمر هذا النوع من الكلاب هو 14 سنة . وكان عمر جولدي 8 سنوات . وأخشى أن الأطباء البيطريين عندنا لا يولون الحالة النفسية للحيوانات الاهتمام اللازم . فمن الخطأ العلمي ، والإنساني حتى ، معاملة الحيوانات على أنها كائنات لا تشعر ولا تحس. أو لا يجب أن نقيم أي وزن لمشاعر الحيوانات التي تكون في أحيان أرقى من مشاعر كثير من البشر.
أخيرا ذهبت ابنتي بجولدي إلى طبيب آخر ، فاكتشف من المعاينة الظاهرية تضخم كبده وتصلبه . وكشفت الأشعة عن إصابته بالسرطان . ومات جولدي في سيارة ياسمينة وهي عائدة به إلى البيت .
كان ذلك في 13 مارس 2005 ، أي في اليوم السابق على الذكرى السنوية الأولى لوفاة الأم والزوجة الحبيبة !!
ما زلت مندهشا معقود اللسان حتى الآن من هذا التزامن بين وفاة جولدي ووفاة سامية وبذات المرض . وربما يكون تفسير ذلك هو الحب بين الكلب والإنسان .
وكما لا يقتصر الحب على البشر فقط ، فهو أيضا لا يقتصر على العلاقة بين الكلاب والبشر . لقد قرأت أن الدرافيل لديها قدرة على حفز عملية الشفاء عند بعض المرضى من البشر . فالدرافيل محبة للإنسان ، ويمكن التعود على التواصل واللعب معها . وقال بعض من أحب الدرافيل أنهم شعروا بتأثيرها في رفع روحهم المعنوية والتخفيف من آلامهم ! ويعلل هؤلاء ذلك بالحب الخاص الذي شعروا به مع هذه الحيوانات اللطيفة .
وفي تجربة شخصية يحكي أحدهم أنه كان يشعر بتأثير عاطفي روحي عندما كان يعوم مع درفيل في بيئته الطبيعية . وأن ذلك ساعده على التخلص من حالة الاكتئاب التي عانى منها خلال أزمة عاطفية مع خطيبته التي فسخ خطبتها وخسر عمله . ثم سمع بوجود درفيل يعيش وحيدا في خليج " دنجل " في جنوب غرب ايرلندا . وبدافع من الفضول ذهب للسباحة هناك . وتعرف عليه الدرفيل بما يصدره من موجات فوق صوتية . وهي وسيلته للتعرف على الأجسام على بعد مسافات طويلة . وهي ذات الموجات التي يستخدمها الأطباء في التشخيص ، ورؤية الجنين في بطن أمه .
يقول هذا الشخص أنه شعر بألفة مع الدرفيل منذ اللقاء الأول بينهما ، بعده شعر بالراحة كلما ذهب ليعوم معه . وبدأ سلوكه في الحياة يتغير عقب كل سباحة مع الدرفيل . شعر أنه تخلص من أحماله الثقيلة وعاد مقبلا على الحياة يخطط لمستقبل جديد له .
تصوروا علاقة عاطفية مع بشر تسبب اكتئابا يساعد درفيل على علاجه والتخلص منه !!
وقرأت أيضا أن دكتور اسمه " هوراس دوبس " زميل الكلية الملكية البريطانية أجرى بعض الدراسات على هذا الموضوع في منتصف السبعينيات من القرن الماضي . وثبت لديه فعلا أن الدرافيل لديها تأثير علاجي على نفوس البشر .
وذكر جراح اسمه " بيريني سيجيل " ألف كتابا عنوانه " الحب ، الدواء والمعجزات " أن الشفاء مرتبط بالقدرة على العطاء وتلقي الحب غير المشروط . ويعتقد أن كل أنواع المرض ترتبط في النهاية بنقصان في الحب أو بمعايشة حب مشروط . ويدلل على ذلك أن واحدا من أهم مقدمات الإصابة بالسرطان هو صدمة فقدان الحب والوقوع في دائرة الفراغ العاطفي .
وهذا توصلت إليه في مقالتي السابقة عن " العلاج بالحب " ولم اكن قد قرأت بعد رأي الجراح "بيريني سيجيل " .
أما عن تأثير الحب في تغيير أحوال البشر فهو من قبيل حكايات كل يوم . يمكن لأي منا أن يحكي عنه حكاية شخصية . ولدي منها حكايات كثيرة . لكن من أغربها حكايتان متشابهتان إلى حد كبير حدثت لأثنين من أصدقائي بفارق زمني حوالي العشر سنوات ، وبفارق مكاني أيضا . لأن الأولى حدثت في المغرب والثانية حدثت في مصر . وملخص القصتان واحد :
سهرة حمراء جمعت بين فتيات وشبان . حدث في هذه السهرة أن وقع الحب بين فتاة وأحد الشباب . تواصلت لقاءاتهما الثنائية بعد ذلك وتأجج الحب . فتابت الفتاة عما كانت عليه من انحراف . وأحبت الشاب بصدق وإخلاص ، وبادلها الحب نفسه . تغير سلوكهما 180 درجة ، حتى تزوجا وانجبا وكونا أسرة سعيدة لا علاقة لها بمقدمات تعارف الزوجين .
في إحدى القصتين كتبت الزوجة مذكراتها حول علاقتها بزوجها قبل الزواج . سمحا لي بالاطلاع عليها بعد سنوات من زواجهما . فوجئت بمستوى كتابة الفتاة التي ترقى لمستوى كتابة كتاب محترفين في كتابة الموضوعات العاطفية . بينما اعترفت لي بأنها لم تكن تعرف كيف تكتب خطابا من قبل . واستأذنتها في نشر فقرات من مذكراتها دون الإشارة بالطبع إلى أية أسماء أو أماكن . فوافقت . وقد صدرتها بسطور لحبيبها تصل إلى مستوى الشعر ، تحتاج فقط بعض الضبط في الأوزان :
" إلى حبيبي ......
أي انقلاب سوف يحدث في حياتي ، لو أعشق رجلا يكون بمستواك .
أي انقلاب سوف يحدث .. لو أحبك في نظام الكائنات .
أي ارتجاج في ضمير الكون لو مرت على رأسي يداك .
لو مثلك رجلا يكون حبيبي ، لعمرت للعشاق ألف مدينة
ولبسطت سلطاني على كل الممالك واللغات .
لو مثلك رجلا يكون حبيبي ، ماذا سيحدث في الطبيعة من عجائب .
ماذا سيحدث للبحار والمراكب ، ماذا سيحدث للكواكب .
ماذا سيحدث للحضارة .. للمدينة .. لو رأت عيناك أو سمعت خطاك .
ماذا سيحدث للثقافة كلها ، لو أعشق رجلا يكون بمستواك ".
يا سلام .. لقد حولها الحب إلى أقرب للشخصية الأسطورية التي تلمس كل شئ بيدها فيصير ذهبا . وهي بالطبع لم تقرأ لا أساطير ولا غيرها .
لكنها أسطورة الحب الحقيقية التي تغيرنا من حال إلى حال ، ومن نقيض إلى نقيض . ومن معرفة القراءة والكتابة إلى إبداع النثر والشعر ..
ذات يوم كان حبيبها مسافرا للخارج . وكان عليه أن يستقل الطائرة في الصباح الباكر من مطار مدينتهما الصغير إلى مطار العاصمة ليستقل طائرة أخرى في رحلة طويلة .
عن هذه الليلة كتبت في مذكراتها :
" إنها الواحدة والنصف صباحا . نهضت من فراشي وجريت على التليفون . لا أعرف كيف تذكرت هاتف شركة الطيران . إنه سيسافر صباحا . لا أريد أن أفارقه . شعرت أنني سأختنق ، ستزهق روحي . ليس هناك مقعد متاح . كل المقاعد محجوزة . لا أعرف كيف مرت الساعات حتى وجدت نفسي معه في المطار بجلابية حمراء وشبشب أخضر . أعرف أنه لو كان شخصا آخر لاستعر مني ومن ملابسي . لكنه حالة خاصة . فرح برؤيتي بينما كل من في المطار مندهشون من هذه الفتاة التي خرجت بملابس البيت لتقطع تذكرة طائرة وتسافر إلى العاصمة . نجحت في الحصول على مقعد . ركبت معه الطائرة وأوصلته إلى مطار العاصمة ، وانتظرت حتى استقل طائرته ، وعدت إلى مدينتي الصغيرة باكية .

موضوع شيق ورائع يوضح العلاقة الوفية بين الانسان والحيوان

ونرجو المزيد من معلوماتك الفياضة.