من الصديق المتشائم إلى صديقه المتفائل:
أيها الصديق الصدوق يأتيك مراً عتابي
فأنا الذي كنت شمساً لا نور يطرق بابي
كل الدروب ظلام ومستديم ضبابي
وأنا الذي كنت جذراً رفع النخيل ترابي
غدوت عوداً كسيراً .. مالي وما للسحابِ ؟
كم كان قلبي بيتاً .. للحبّ والأحبابِ ؟
يؤوي الحيارى ويخفي .. جبلاً من العذابِ
وكنت شبيهكَ جداً .. أهوى اقتحام الصعابِ
حتى صُدمت بعصر .. وقح دنيء .. مرابي
ألفيّة التهشيم .. ألفيّة الإرهابِ .
وجدت نفسي طفلاً .. يجري وراء سرابِ
وكيف أرفع رأسي وأنا بوكرِ الذئابِ
من الصديق المتفائل إلى صديقه المتشائم
أيها الصديق الحزين أزح ركام الضبابِ
فالذي أهداك وردة جذرهُ في الترابِ
والذي أهداك بسمة غارق في العذابِ
والذي يلقاك باسماً مثخن بالاكتئابِ
بل أخرستك هموم وإنها بعض ما بيْ
فاتق الله فينا يا محطّم الأعصابِ
وأسرج ركابك واعدو .. والتحق بركابي
فأنا حصاني جرحي وبريقُ جرحي شهابي
من غابة لكهف ومن مخلب لنابِ
قاوم فإن قاومت .. ينهال فيضُ السحابِ
وإن طأطأت رأسك أسلمتنا للذئابِ