عباءات التخفي تغزو العالم 2013
يبدو أن ما كان خيالا بالأمس اصبح حقيقة واقعة
رغم ما أثارته العديد والعديد من الدراسات البحثية خلال الآونة الأخيرة من جدل بحديثها عن قرب تمكن العلماء من تصميم ما أطلقوا عليه "عباءات التخفي" ، إلا أن الأمر بدا لكثيرين وكأنه مجرد هراء أو أنه أمر لا يزيد عن كونه من نوعية الاجتهادات العلمية التقليدية التي تطالعهم بين الحين والآخر فقرة الأخبار الغريبة في النشرات الإخبارية أو كتلك الخزعبلات التي يشاهدونها فقط في سلسلة أفلام الخيال العلمي التي كان آخرها فيلم هاري بوتر، الذي قام فيه بطل الفيلم بارتداء واحدة من تلك العباءات .. لكن ما كان خيالا بالأمس قد يصبح واقعا اليوم أو الغد على أقصى حد.
نعم، حقيقة قد يفاجأ بحدوثها كثيرون بعد أن أعلن باحثون من جامعة بورديو في ولاية إنديانا الأميركية عن أن حلم التوصل بشكل فعلي إلى عباءة التخفي قد يصبح حقيقة في غضون خمسة أعوام من الآن أي في عام 2013. لكن، وبدلا من الاستعانة بالسحر، أكد الباحثون أنهم سيستعينون بتكنولوجيا النانو والمواد الخارقة بالإضافة إلى نظرية العالم اينشتاين عن النسبية العامة.
وأشار الباحثون إلى أن تلك النظرية تعمل من خلال فكرة ثني الضوء حول نفسه مثلما هو الحال عندما تتدفق المياه حول أحد الأحجار، ما يعمل على تصميم العباءة الالكترومغناطيسية وإخفاء الجسم الموجود بداخلها.
ويقول الباحث فلادمينر شالائيف :" يمكن اختصار فكرة البحث الجديد في أننا نعمل على تصميم مواد ثم القيام بهندستها من ذرات مصطنعة وذرات فوقية تكون أقل من الأطوال الموجية للضوء نفسه ".
وفي دراسته التي قامت بنشرها مجلة العلوم، استخدم شالائيف مجموعة من الإبر الصغيرة التي تشع إلى الخارج مما يطلق عليه برمق مركزي مثلما يحدث حول فرشاة الشعر، الأمر الذي يعمل على ثني الضوء حول الجسم الذي يتم لف العباءة حوله. وتقوم تلك الإبر الصغيرة بتقليل انكسار أو تشويه الضوء لدرجة الصفر وجعله غير مرئي.
وأوضح شالائيف :" في الوقت الذي تقوم فيه النسبية بتوزيع الطبيعة المثنية للفضاء والزمن ، يكون بمقدورنا حني الفضاء للضوء ويمكننا أيضا ً تصميم وهندسة أجهزة صغيرة لفعل ذلك ".
وأضاف أن ثني الضوء يمكنهم أيضا فعل الضوء المركز العكسي في منطقة واحدة. كما يمكن الاستعانة بالتقنية الجديدة في تصميم ميكروسكوبات بصرية قوية للغاية، يكون بامكانها جعل الحامض النووي مرئيا للعين المجردة ورقائق الكمبيوتر فائقة السرعة.